يعتبر التكنولوجيا من العوامل الأساسية التي أثرت بشكل كبير على المجتمع، ولا يمكن لأي مجتمع أن ينتهج سياسات تنموية دون التصديق على ثقافة التكنولوجيا. فهي عامل أساسي يؤدي إلى تطوير الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والعلمية، وفي هذا المقال سنتناول بعض الأمور التي تتعلق بتطور التكنولوجيا وتأثيرها على المجتمع.

تتعرف التكنولوجيا على أساس من الفهم المنهجي الذي يعتمد على العلم والمعرفة، وتتمثل في العديد من المجالات مثل الحوسبة والصناعة والملاحة والطب والتحكم، والعديد من التخصصات الأخرى. وإن كانت التكنولوجيا تمثل مزايا كثيرة على المستوى الاقتصادي، إلا أنها تؤثر بشكل كبير على البيئة والمجتمع، فضلاً عن تأثيرها على عدة مجالات أخرى، لذا يتعين على قادة الأمم المتحدة العمل معاً لوضع على أجندتهم خطوط موجهة لمتابعة التطور الشامل للعلوم والتكنولوجيا في المجتمع.

تؤدي التكنولوجيا إلى تطوير الأنشطة الاقتصادية والمساهمة في التحرير الاقتصادي ونمو الأنظمة الاقتصادية، وتساهم في تحسين الجودة والإنتاجية وتحسين توزيع الموارد وتقليل التكاليف والمخاطر، وبتالي تحدث تحسينات كبيرة في حياة الناس. من مثال ذلك البنية التحتية للبعد الرقمي وتطبيقات الهاتف المحمول، فهي تسهل عملية البحث عن الوظائف والتواصل مع الأصدقاء والعائلة وتحسين نوعية الحياة، كما أنها تلعب دورًا هامًا في تحقيق التنمية المستدامة والشمولية.

في نفس الوقت، قد تؤدي التكنولوجيا إلى إخلال النظام الاجتماعي والتغير في الثقافة والتفكير، فضلاً عن ايجاد عدم المساواة والفوارق في المنافع. كما تتبع الحكومات نهج المعونات المجانية في إرصاد الفقراء، لكن دوناً من الحوار والتشاور وهم يتابعون العديد من الأهداف الأخرى الأقل الجرأة. ولذا يتعين على الحكومات والمنظمات دعم البحث والتنمية لتحقيق تطوير تقنيات ومدفوعات اجتماعية مستدامة وشاملة.

وبسب التطور المتسارع للتكنولوجيا، تعتبر مشكلة الحماية بين الناس والمنظمات من السلوك الإلكتروني الخبيث والتسويق الخبيث وسرقة نقاط الضعف وسرقة الهوية، من الأمور التي تشكل تحديًا حقيقيًا في العالم الرقمي، وتتطلب التعاون بين الشركات والدوائر الحكومية والمستخدمين من أجل تطوير حلول جديدة تحمي المعلومات البيانية التي تتعلق في الحياة والأعمال.

يتعين على الحكومات والشركات التحلي بالمسؤولية الإجتماعية، وتوطيد العلاقات مع الجمهور لتنشيط الاستثمارات في هذا المصدر التنموي الهام وتشجيع الصدق والشفافية في القرارات والأفات في جميع المراحل. ومن المهم الإيماء إلى أنه، لا بد أن نستمر في تعزيز قدراتنا على الإدارة المستدامة للدوارات الإقتصادية وإدارة تقنيات المستقبل وتحارب التمييع الإجتماعي والمسؤولية بشكل عام.

وفي الختام، يعتبر الحفاظ على التطور التكنولوجي السريع وتبني الابتكارات لتحقيق التنمية الشاملة للمجتمع بشكل عام، من الأمور الأساسية التي يجب أن يركز عليها القادة السياسيون والحكومات والشركات، وإطلاق نظرة على الطرق الإيجابية و النحو الذي يمكن أن تؤدي إلى التقدم الشامل وتحقيق الأهداف المستدامة.